المشاركات

عرض المشاركات من 2021

فضفضة : مرحبا بك في دنيانا !

 في لحظة خانقة من الزمان .. أود فيها أن أهرب بعيداً .. إلى الجبال ربما أو السماوات .. إلى أبعد نقطة ممكنة ، لأتحرر من كل شيء . و في لحظة أتملص فيها من كل مسؤولياتي المضطربة و من كل عذر يقوّض حريتي ، لأعتنق التنفس من جديد ، لأكون أنا ، و أكون أنا كل شيء ، لأهذي و أكتب و أدندن ، أو لأمارس الصمت بلا هوادة ، لأختلي بروحي اليتيمة و أعطيها الأبوة و الأمومة ، لتجمعني المؤاخاة مع أوراق الشجر ، مع قطرات المطر ، مع ذرات الرمل ، و لأحلق مع السحاب بعيداً عن أي مما يخص البشر . أما في واقعي ، فينتشلني الخيال في كل مرة تكاد تغرقني الحوادث ، يساعدني على التعافي شيئاً فشيئاً ، يسافر بي إلى أرض الوطن و الجنان العلى ، يجمعني بمن أحب ، و يقحمني في رواية أكون أحد شخوصها أو جلّهم ، لأجسد ملحمة أخرى تختلف عن تلك التي أزاولها على أرض الواقع . يراودني تساؤل عميق .. لماذا نتوق للوصول إلى الحقيقة و التنقيب عنها في حين ، و نودّ الهروب منها و التخلص من أغلالها في حين آخر ؟ حقاً لماذا ؟ لماذا نعيش حياتان و نضيع بينهما ؟ لماذا نستدعي الماضي و نسمح له باستدعائنا في كثير من الأوقات ، حتى ندرك عنوة أننا نهدر حاضرنا...

تأملات في الموت

  عجيبٌ هو أمر الحياة .. و الأعجب هو الموت ! الموت الذي ربما يطاردك شبحه بضع مرات خلال يومك و نومك ، أو يتكرر عليك ذكره كثيراً من الأحيان ، تدفعه من رأسك دوماً بحجة انخراطك في أمور محياك ، و تدفعك الحياة في مرحلة ما من الطريق إلى تمنيه كراحة طويلة الأمد ، و تخال نفسك ربما أنك في أتمّ جاهزيتك لإستقباله ، و إن ما لوّح لك إذ أنت مذعور لا استعداد لك لملاقاته ، هناك من فكّر فيه مراراً ، و خطفه في لحظة غفل عقله فيها عنه . أمور متناقضات متشابهات ، و يبقى الموت مصيراً مجهولاً في أذهاننا ، لا نعلم أوانه و لا كيفيته ولا حتى ماهيته ، لا نعلم الكثير عنه إلا ما ذكره لنا ربنا في محكم تنزيله ،  مرتبط بمعان مظلمة و مشاعر عبوسة ، المصير الأوحد الذي يجمع كل البشر. ماذا يعني .. أن نموت ؟  أن نُفقَد .. أن ننتهي .. أن يفنى ذكرنا .. أن يغيّم الشجن حول أجسادنا البالية و تمطر سماؤه دموعاً دافئة .. أن تصبح الأرض موطناً يحتضن ما تبقى منا إلى ما هو آت .. أن نقترب من الوصول شيئاً فشيئاً لوجهتنا الأبدية .. إما جنة أو نار . أما عن أحوال الدنيا بعدنا ، فسنصبح صورة معلقة على حائط الذكريات ، تلك الذكريات...

صرخة

صرخت منادية اياه : " يا بني ، لا تنسى أن تشرب الكثير من الماء ، لقد وضعت لك شطيرة في الجيب الأصغر من الحقيبة ، إلى اللقاء" ودعته بعد أن طبعت على جبينه قبلة متناهية الرقة و الحب و الفخر بصغيرها الذي سيخطو أول خطوة بمفرده إلى طريق العلم و الدراسة ، ودعته و لم تكن تعلم ماهية وداعها ، و لم تشعر بأي معنى آخر لهذا الوداع سوى أنه باعث للسرور في نفسها ، و مضت تهنئ نفسها على نجاحٍ آخر مستحقٍ في اختبار أمومتها ، فقد أرسلت ابنها الوحيد إلى مقاعد الدراسة ليلتحق ببقية الأطفال من بني سنه ، و لتحظى نحلتها الصغيرة برشفة من رحيق المعرفة ، هذا ما خالته على الأقل .. فالقدر لا يسأل عن دواخلنا و لا يمضي بها ، القدر مكتوب لنا على نحو لا نتوقعه و لا نستطيع تخمينه .. و هذا هو ضعفنا الكبير و عجزنا الأكبر . و بعد سويعات من الشوق ، اكتمل تجهيز غداء أول يوم دراسي و الذي حضرته بشغف و هي تنتظر أن يطرق الباب في أي لحظة ، ذلك الطفل الضئيل الذي لا تصل يداه إلى الجرس ، و لكنه تأخر كثيراً .. انتظرت .. لربما واجهوا مشكلة في الحافلة ، لربما تم اضافة حصة دراسية أخرى إلى الجدول المدرسي ، بدأ قلبها يخفق بسرعة ، و ب...

التاريخ .

صورة
  نشعر في لحظات أن التاريخ يشبعنا ألماً .. و لكن يجب أن نعي تماماً ارتباطنا بكل مكوناته ، فهذا التاريخ الذي طوينا صفحته آبين نسيانه أو راغبين بلا مقدرة ، هو صانع حاضرنا و مرآة مستقبلنا ، و هو ماضٍ ملازمٌ لنا ، هو تاريخ في طريقه لكتابة تاريخ جديد ، يستعين به زعماء ٌ أحياناً لإعادة تطبيقه من جديد ، و يعيد السلوك البشري نسخ نفسه كما عهدناه من الأولين ، و يحاول بعض المتربصين طمسه ، أو تزييفه في أحيان نادرة ، هم مجرد لصوص أرقام ليس بيدهم إلا اقتياد بعض العُمي إلى سطورهم الوهمية و جرّهم إلى بوابة التبعية المليئة بالقذارة . هو التاريخ .. يكاد يكون قضيتنا الكبرى و لكن من وراء حجاب ، لا يقربه قصيرو الخطى و محدودو الرؤى ، بل يتطلب الأمر شجاعة و إقدام حتى تنال رشفة من رحيق حقيقته ، هو أسطورة كحجر الفلاسفة .. و قصة كألف ليلة و ليلة ، به قداسة يُفني المرء لأجلها حياته طلباً للعلم النزيه في حضرته ، و يجاهد نفسه من أجل أرقام ، أحداث ، و أوراق مكوّمةٍ .. من أجل الحقيقة لا غير .. لا مبدِّل لها بمشيئة الله . كل شيء يدور في نفس الدائرة .. و كله يتكرر من جديد .. حتى ما ظننا أننا لم نألفه نكتشف بع...

رسالة أخرى من البحر ..

صورة
  جمعني بالبحر و اهداني قلم ، لأبدأ ابحاري في محيط اللغة الذي لا ينضب ، لترتوي روحي بنشوتها و تستلهم من حيويتها ، لتنتحل شخصية لم تألفها من قبل ، و تعيش أحداثاً لم تصادفها قبلاً ، لترسم من خيوط متشابكة في عمق ذهنها ، سبلاً فجاجاً ، تستنير بها . تلك الروح .. تعشق البحر بتفاصيله ، و تستكين له لما يراودها ، و تبسم له حينما يناديها ، ثم تمسك بالقلم تراقصه بخفة ، حتى ترتاح ، ففي رقصة القلم لا تعبٌ و لا إنهاك ، هناك تكمن راحة فقط ، مستراح لنفس خدّشتها مخالب الحياة و أهلكتها عواصفها . في هدوء البحر ليلاً .. أستحضر مخاوفي لأتحداها ، يعلمني شديدُ موجِه كيف أواجه ينابيع قلقي و براثن تعاستي ، كيف أتعايش مع تلك البقعة السوداء التي بداخلي إن لم أملك الإستطاعة لإشعالها نوراً . سأعيش بيقيني أنني أستطيع أن أضيء طريقي متأقلمةً مع عتمة قلبي الصغيرة ، و سأزور البحر حيناً و عدة أحيان ، فإرتباطي به لن يُقطع ، كصدفة لم تفارق موطنها البارد حتى الممات ، تحب هديره الطروب ، عنفه و هدوءه ، و ملوحته و رطوبته و كل ما يخصه .

لماذا أنا إنسان ؟

  يساورني سؤال داخليّ قد يبدو سخيفاً للبعض .. و قد يبدو مريباً لآخرين .. أتساءل عن مظاهر الإنسانية بداخلنا ، عمّا يجعلني إنساناً مثل بقية الناس من حولي ، ما الذي يجمعنا و يشبهنا ببعضنا ؟ هل أحوال النفس التي تتحكم فينا .. هل سلطة العقل على الحواس .. هل سلوكنا البشري المعتاد ؟ ..... كأن تستيقظ ممتلئاً بالأمل و تعود إلى براثن خيبتك مجدداً .. تجرّ ورائك ذيول البؤس وحيداً إلى سريرك ثم تلعن كل الكائنات من حولك ، و تغرق في ظلام مليء بالأحلام ، أحلام تمدّك بالنور الذي تحتاجه لبدء صباح جديد . كأن ينضب الشغف الذي بداخلك بعد رمضاء الإنتظار و تظن أنك قد فقدته ، ثم تدبّ فيه الحياة على حين غرة على نحو فريد . كأن يأتي أمرٌ لم يكن متوقعاً .. كأن يفاجئك خبر لم يكن بالحسبان  كأن تداهمك مشاعر غزيرة من بعد انطفاء مريب دام لأزمنة عديدة . كأن يتحول الشيء الأهم في حياتك إلى أمر لا يعني شيئاً ! كأن تندم على كلام .. أو تندم على سكوت ..  أن تندم على "لا" أطلقتها .. أو "نعم" نطقت بها أن تعيش حلم والدك .. و تدفن حلمك تحت التراب كأن ينقلب الصديق إلى عدو . و ينقلب الحال إلى حال آخر معاكس تماماً ...

تملك أم أنانية ؟

  هل أسميها تملك مشروع أم أنانية جشعة ؟ في كل علاقاتنا الإنسانية و منذ نعومة أظافرنا و إلى أن اخشوشنت ، كنّا متمسكين بعادة ليست بغريبة علينا .. أحببنا التملك في كل حين و تعلقنا بالأشياء و الأشخاص من حولنا بشدة متمسكين بأحقيتنا بالإنفراد بملكيتهم . عندما كنا صغار الأحجام و لم يتعدَّ عالمنا اتساع صندوق ألعاب ، أردنا احتكار والدينا لأنفسنا و لو كان ذلك باستبعاد أخوة لنا قاسمونا الخبز عشيةً ، سعينا دائماً لإدامة صورتنا كذلك "الطفل المحبوب" بأعينهم كما لو أنهم لا يملكون في هذه الدنيا سوانا ، ربما دفعتنا  تلك الرغبة المُلِحّة بداخلنا إلى التوغل في وحل الغيرة و ارتكاب الأذية المستمرة مع أشقائنا . و عندما كبرنا قليلاً و اكتسبنا سنيناً إضافيةً في سجل عمرنا ، رغبنا في الحصول على صديق يميزنا عن جميع الشخوص في حياته ، خليل يقضي معنا كل لحظات عمره بلا مشاركة أي دقيقة مع دخيل آخر ، و نعتبر أي دخيل حتى لو بمصافحة سلام هو عدو لا بد من إبادته . الكل فينا يحب الفوز الكثير و لا يبتغي سواه و ينفر من الخسارة مهما كان حجمها .. نريد الفوز دائماً و لو كان ذلك على حساب خسارة أحدهم .  كثير منا أرا...

لن نرحل .

صورة
 تخيل أن تبيت ليلتك دون سقف يأويك و لا نوم يقترب منك ليريح جسدك المنهك و روحك اليتيمة ، و لا هدوء يخمد النيران التي تلتهم جوفك .. تعصف بك الأفكار من كل فج .. فتمسي تلك الليلة هي أقسى الليالي ظلمة في حياتك . نعم هناك من يواجهون هذا الخطر الداهم في أحياء مدينة القدس و بالتحديد حي الشيخ جراح و حي سلوان .. واقعيون و موجودون بيننا أو بالقرب منا أو ربما تفصلنا عنهم مسافات طِوال . بعيداً عن السياسة التي لا أريد أن أقحمكم فيها ، أود أن آخذكم إلى زاوية إنسانية تعمل فيها مخيلتكم و تتحرك فيها مشاعركم بعطاء. ماذا لو كان ذلك الشخص المهدد بالطرد و التشريد هو أنت ؟ ماذا لو طلب منك هدم منزلك الذي يضم أقرب ذكرياتك إلى قلبك ، طفولتك ، عاداتك ، لحظاتك مع عائلتك و أحبتك .  قف و تخيل معي قليلاً ماذا لو تخلى عنك الكثير من جيرانك بحجة أن الأمر لا يمسهم لأن لديهم منازلهم و أعمالهم و حياتهم الخاصة التي ينشغلون بها عنك . ماذا إن لم تكن لك قضية .. ماذا إن أصبحت مأساتك هي واقع وحدتك في هذه الحياة . و تخيل معي في زاوية أخرى .. إن كانت قضيتك هي قضية العالم بأسره ، تخيل إن رفض العالم التخلي عنك و تصدى لذلك ...

هل تحتاج هذه الرسالة اليوم ؟

 جميعنا نبحث عن قصة نجاح لأنفسنا .. و مقعد راحة أيضاً  و لكن هل يكفي كل ما نقوم به من جهد  حتى نستطيع تحقيق ذلك ؟ هل تكفي طاقتنا لتجاوز كل تلك الحواجز و العراقيل و الوصول إلى نهاية الطريق ؟ بل هل هناك وجود فعلي لنهاية ذلك الطريق ؟ أم هي بداية أخرى تكمن مع كل مكافأة إنجاز نمنحها لأنفسنا ؟ أنا أؤمن بأن كلّ إنسان يمتلك بذرة نجاح مضيئة بداخله ، و ما عليه فعله هو فقط أن يفتش عنها و يكتشفها ، و هنا ستكون نقطة بدايته ، هنا فقط سيمسك بالقلم و يبدأ بكتابة نجاحاته ، أؤمن أيضاً أنّنا ما دمنا سائرين في هذا الطريق فنحن بحاجة إلى ربنا عند كل مسيرة و محطة ، نحتاج أن يمنحنا الطاقة للمواصلة و نحتاج ذلك الأمان الذي يعتلي أفئدتنا بمناجاته ، و الأمر الآخر الذي نحتاجه هو فكرة ، و الإصرار عليها . يقولون أن كل مشروع يبدأ بفكرة .. نعم هذا صحيح .. أنت تحتاج إلى تلك الفكرة التي تظل تتجاهلها و تتظاهر بالإنشغال عنها .. تحتاج أن تسعى لها و تصنع لك مصيراً آخر و حياة بِلَون آخر . أما فيما يخص مقعد الراحة .. فمن يهوى المعالي لا ينبغي أن يتوق إليه كثيراً .. هو فقط حلوى صغيرة تحصل عليها بعد يوم مليء بالعم...

إنسانٌ و الطبيعة

صورة
  تبدأ قصة الإنسان مع الطبيعة منذ اللحظة الأولى له على هذه الحياة .. يتعلق بمكوناتها تدريجياً مع تطور مراحل عمره .. ترتبط بها أحداث و قصص حياته ..مع تعامد القمر مع مجلسه تتوهج روحه .. مع ابتسامة الفجر يبتدأ أحاديثه .. مع نشيد الطير و تمايل شجيرات الصبا طرباً تضحك له نسائم الأصيل فيحييها .. و يداعب الندى جفونه برقة .. تتصاعد أمنياته مع أنفاسه فتستبشر السماء بها و تمنحها عناقاً دافئاً .. و يسدل الغروب رداءه مترفعاً في وسامة طاغية فتشيح بوجهها أمواج البحر في خجلٍ ، و يتابع هو كل تلك المشاهد بلذة و يحلم بها عندما يغلق عينيه . في زاويتي تكمن استراحة جانبية حيث أقضي واقعي بالحلم .. و أكون واقعية للغاية في حلمي ، حيث يكمن مزيج متناهي المثالية بين القوى و الأحاسيس ، حيث أساهم في إنشاء سعادتي الخاصة بمخاطبة الأمواج و الغناء مع النسيم و التلصص لمراقبة الشمس التي تزداد جمالاً كلما توارت خجلة بحجابها المخملي .. هنا حيث ينفى البشر تماماً و تبقى الطبيعة هي سيدة المكان و الزمان و الكائنات .. حينها فقط تصبح كل المشاهد حولي هي حياتي و عناصر الطبيعة عائلتي .. و يصبح هذا العالم بأسره ملك لي . حينها ت...

في السماء أجد ذاتي

صورة
 تربطني بالسماء علاقة وجودية ، فكلما ابتدأت يومي عمدت إلى نافذتي لألقي عليها نظرة تمنحني طاقة ليوم ابتدأ للتو ، و كلما تأملتها وجدت فيها سكون العالم و طمأنينته ، طاقته و حيويته ، حتى غضبه و انفعالاته ، بين غروب و شروق تختزل قصة يومي ، ليل و نهار يمثلون فصول شخصيتي ، أختصر قصتي بسماءٍ شديدة الإختلاف عن الإنسان ، لكن بمجرد التأمل فيها أجد ذاتي ، أراها شبيهة بإنسان متزن يمضي في هذا الحياة ، ما يميزها هو استمرارها في نظامها بتوازن و صمود مطلق ، من بديع صنع الخالق ، هو بديع السماوات و الأرض .  سماء واحدة سحرت عيني و حتى عقلي فكيف بسبعٍ أخر أتقن إرساءهن ؟ إن أردت شيئاً من سحر الكون ، ارفع نظرك و تأملها .. و إن احتجت بعضاً من المواساة فلا تزيح نظرك عنها .. هي مزيج من كل شيء ، هي الهام الكاتب و مواساة الحزين و راحة المجهد و نشوة المتأمل و فلسفة المتعلم ، هي نعمة الله المحمودة إذا أمطرت ، و عقابه إذا سخط ، هي رحيق الإيمان و الطريق إليه ، هي من يجد فيها المرء طمأنينته و يشارك معها أسرار قلبه . العلاقة بين الإنسان و السماء علاقة وجودية مستمرة لا يمكن التغاضي عنها أو تجاهلها ، فتلك السماء...

غريق أشفق عليه البحر !

صورة
عندما قرر أن يلقي بنفسه إلى الأمواج .. كان يعلم بأنه سيخوض صراعاً فتّاكاً مع أمواج من صنف آخر .. سيكون صراع القدر و المصير ، و هو الجهاد من أجل نصف حياة .. ذهب محمّلاً بمتاعٍ كثيف من خيبات الأمل .. رحل واضعاً الموت نصب عينيه .. لا يرى سواه على متن قاربه المتهالك . تتكالب عليه أمواج و أفواج تحمل ظلمة العالم بأسره في جوفها .. تتدافعه الرياح العاتية فيتمايل باضطراب .. يلكمه الزمهرير كلما غفى أو تغافل .. تتقاذفه الحدود و المسافات .. لتلقي به إلى بر الحياة أو بر العدم .. يحتسي ليالٍ من السُّهد البائس .. فتطوقه كوابيس يَقِظة و تمطر السماء عليهِ حمماً لاذعةً . و عندما وصل .. استقبلته أعين جارحة و أفئدة أشدّ إيلاماً مما خُيِّل إليه قبل الوصول .. لطالما تجاهل كونه كائن غير مرحّب فيه في أي وجهة يطؤها و أي بقعة تستقبله .. لأنه كائن سيظلّ الإرتحال مصيره و يومه و غده .. لأنه إنسان هجر وطنه ، فكيف يكون له للإتصال سبيلاً ؟  و يمضي و يستمر بالمضيّ في رحلته اللانهائية حتى يصل إلى وجهة اللاعودة ، فيمحو بذلك كل إحصاء فقير ليحلّ محله صفراً مطلقاً . و كيف يكتسب الشخص قيمته في هذه الحياة ؟ إن كان قد أُق...

نصف إلتفاتة وخبزة

  نصف إلتفاتة .. في عمر الطفولة كانت كفيلة بحفر ذكرى بقيت معي عمراً .. تتردد على عقلي و تحاصر مخيلتي بين الفينة و الأخرى .. ظلّ وقعها يلازمني حتى هذه اللحظة التي أصافح فيها أزرار لوحة المفاتيح مفصحة عمّا أذكره عن ذلك الموقف . رداء بني أو بالأحرى أبيض .. بل كان أبيضاً و لكنه مشبَع بالأتربة الأرضية ، و كأن صاحبها قد خرج من قبره و أتى أمام عينيّ ، كنت أحمل كيس خبز منصرفة لألحق بالغداء و كان هو يحمل قطعة نقدية واحدة تكفيه لخبزة واحدة ربما قد يقضي يومه عليها ، ليس أهم من هيئته تلك سوى ملامح وجهه ، تلك الإبتسامة الصغيرة التي كانت ملتصقة بوجهه و النظرة التي تخفي ورائها أسطرٌ و جملٌ و حكايات ، كانت ثوانٍ و لكنها استمرت تطاردني حتى وصولي ، كانت تتكرر كجهاز قديم أُتلِف شريطه . كان الأمر غريباً لطفلة اعتادت النسيان باللهو .. طفلة تمسح دموعها فتبدأ بإطلاق ضحكاتها بعد فترة وجيزة .. كيف لمخيلتي العاملة الصغيرة أن تغفل سبيل النسيان .. و كيف لها أن تستمرّ بإعادة ذلك المشهد في ذهن تلك الطفلة التي أصبحت الآن فتاة في عمر الشباب ؟ لماذا لا يختفي ذلك الطفل من رأسها ؟ لماذا يقيم خلف عينيها ؟ لماذا تكبر ...

أمعاء خاوية !

صورة
  شاهدته لأول مرة ، فانقبض صدري ، كان منظراً مفاجئاً لدرجة اختلطت بها التفسيرات بالتساؤلات في عقلي .. كنت أحاول أن أميّز ما تراه عينيّ .. أهو جسد ملقىً بلا روح .. أم نصف روح محشوة بداخل جسدٍ مهترئ .. أم روح مرئية فقط ، أم لا شيء من هذا و ذاك ؟  ثم تساءلت كثيراً .. هل يعقل ؟ هل يفعل إنسانٌ بنفسه هكذا ؟ و في سبيل ماذا ؟ ما هو ذلك الدافع الذي يحرك إنساناً ليلقي بنفسه في وديان سحيقة من التهلكة ، أن يضحي بذلك الجسد المتكامل الصحيح الذي وُهِب له من الخالق المنان ، أن يعطّل ذلك النظام الساري بجسمه من أكبر أعضاءه حتى أبسط خلاياه ! كان الأمر صادماً و باعثاً بالعديد من الأسئلة الروحية العميقة ، أَهي الحرية ، من تدفعنا إلى كل ذلك ، من تحرّك كل شعور فينا إلى ذروته ، و توجه كل تفكيرنا نحو آفاق المجهول ؟ هل تتحمل الحرية كل تلك الآثام ؟ أم أنه في سبيلها يتحول كل إثم إلى ثواب .. و كل عقاب إلى تعزيز مجزٍ ! أهي ثمينة إلى هذا الحد ، إلى حد أن تحصد أرواح الشرفاء .. و تستقي من دماء الأنقياء .. و تنعم بكلمات الحق من فمِ صنديد لا يهاب خناجر الغدر و سهام الإغتيال . في صفحاتها أسماء موسومة بأسمى الصفا...

نداءات الوطن .

هناك بعض الأمور التي تحدث بداخلي .. بدأت أدركها و لكنني ما زلت عاجزة عن تفسير الكثير منها ! تحاصرني غرابة التفاصيل من كل جهة محاوِلةً إخضاعي ، فأقترب من الإستسلام لها ..  حتى يفضّ فقاعة الزمان إبرة واقعٍ يأبى أن يُغيَّب من على المشهد بالمطلق . كأن أسراب من البعيد تناديني لتنتشلني من مقبرة الفراق فيتبعثر معها كياني و تضيع الأحرف في الكلمات ، و الكلمات في الجُمَل .. بلا جدوى ! يبدو الأمر عجيباً لدرجة لا تُصَدق و لكنه حافلٌ بالمشاعرِ المحتشدةِ التي استنفدت دفاعات قلبي و شرعت بالتدافع للظهور .. من أجل نور .. من أجل ذكرى .. من أجل نداءات الوطن هل يعقل ؟ رسائلٌ في كل مكان .. و في أحيانٍ تتحطم في إثرها أصنام التوقعات .. تفاجئني بنسماتٍ تميزها حواسي جيداً فيخلد العقل في سباتٍ من التأمل ، يغيب معه التواصل إلى أبعد مدى ، و تتبدَّل جُغرافيتي و تاريخي ، و يستوي عندها واقعي و خيالي ، و تبدأ حجرات الفؤاد المختزن في أعماقي بالعمل كما لم تعمل من قبل .. فتنتفي شهيتي لمواجهة الحقائق و التفاسير و الإجابات الصريحة ، و يبقى الشغف باستمرار تلك اللحظة العابرة عمراً بأكمله .. لأبقى أسيرة جنونها و سكونها و...

حـــلم قريب ♥

صورة
حزمت حقائبي و مشاعري و أحلامي في رحلة إلى شوقٍ عظيم  نويتها شهراً .. فأنجب الشهر من صلبه شهرين و من شهرين إلى ثلاثة .. و هكذا ، حتى فقدت القدرة على الرحيل  لأنني قد نسيت طريق الخروج  و ما أنسانيه إلّا حبك المهيب  في القدس صليت حتى ارتويت بطمأنينة في أقصاها المبارك  في القدس تنفست من جديد و تذوقت الحياة  في القدس حلمت كل يوم  بميلاد جديد .. بيوم عيد بطيور حرةٍ تصدح بالنشيد في القدس تذكّرت أزمنة و أحداث  أرملة و ثكلى و يتيم  و سكّان جنّات النعيم  و إحساس حميـــــم  نعم ..  لقد صدقت الرؤيا  و صدق وعد الله  ♥

"عندما وجدت أناساً لا يخافون"

صورة
  ما هو الخوف ؟ هو قلق مما يحمله الغد ، هو أرق من فقد مرتقب ، هو طبيعة تظل ملتصقة بالإنسان كظل لا يفارقه إلى الممات . لطالما تساءلت كيف لي أن أتخلص من سطوة الخوف عليّ ، و إن كان الخوف من مقومات البشر و مكونات النفس الإنسانية الملازمة له ، في حين أن الإنسان قد استطاع أن يتجرد قبل ذلك من كل ما يجعل منه إنساناً و ينهش و يريق دماء الأبرياء و يرهب بلا شفقة .. أقف أنا باحثة عن السبيل الذي يجعل من القضاء على الخوف أمراً ممكن حدوثه في واقعي ، و أعجز عن التوصل إليه . حتى رأيت يوماً أهل غزة .. فأحاطتني هالة الذهول . ........ و ذات مرّة حاصرني كابوس .. كان الأطفال يموتون  كانت الأمهات تبكين  سُوِّيَت البيوت بأرضها  كان كل شيء مدمراً و كنت أنادي .. و أنادي و أنادي و لكن لا إجابة ، لا إلتفاتة هم لا يسمعونني ! هم لا يدركون وجودي و كأنني لا شيء ! و لا حتى رماد أطفأه التجاهل حينها أدركت فقط .. أنني كنت في غزة .. أطلب الغفران  أطلب الغفران من أهلها  من أناس يعيشون بين الأرض و الجنة  من بشر لا يعرف الخوف إلى قلوبهم سبيلاً من أشخاص استمسكواْ بالعروة الوثقى  فكان الل...

فلسطين قضيتي .. القدس قضيتي

صورة
نعم هي قضيتي و مآلي ..  نعم هي أرضي و جنّتي المحروسة التي لم يكتب لي الظفر بها ..  هي وجهة القلب في كل حين و شوق العيون . هي ملكي و أنا ملكها . و قد كتب ربها أن تكون محروسة بدعواي ، و أن نلتقي في نفس المصير ، و أن قدرها هو قدري ، و أن بقاؤها هو فنائي ، و أن دمي محرّم على الكل عِداها و أني أحبها و سأبقى .. و قد شاء ربها أن أن تكون أرضاًّ للمعركة .. و شاء أن تكون للمؤمنين مقاماً .. و للمشتاقين رجاءاً .. و للحالمين وصالاً .. و للطامعين شراً أمل بعيد ليسو ببالغيه  .. و أن تنتهي كل الرحال اليها . ..... في أرضنا المقدّسة .. تغلب الشهامة كثرة الوحوش ..  و تنتصر صرخة غاضبة على جحافل كبرى .. في أرضنا .. أم الشهيد عندما تثور ، يكابد السفّاح ويلات الثبور . و تمتلئ القبور ..  بشهداء يسعى بين أيديهم النور ..  و إن جفّت دموعٌ تجري دماء طاهرة .. و إن جفت دماءٌ ترتوي الأرض بسيل من أدمع صادقة ..  بل حمم حارقة ! لعدو مدجج يهاب الحجر . يا قدسُ  يا ملتقى لدعاء أرواح تشتهي الخلود .. و تشتري الأوطان ، في بيعة لا تعرف الخسران . لطالما تساءلت ..  لماذا يصبح الأمر صع...

قبل البداية إلى ما بعد النهاية

صورة
أين كانت البداية في حكاية الزمان على هذا الكون ؟ هل كنّا نحن البداية أم هناك من جاؤواْ قبلنا ؟ كيف بدأت الأحداث على وجه هذه الأرض التي نعيش عليها و كيف ستنتهي الحياة على سطحها ؟ و هل بعد النهاية تكمن بداية أخرى أم هي نقطة ينتهي عندها الكلم و تفنى من بعدها الحوادث ؟ تساؤلات لطالما حاصرت أدمغتنا منذ بداية تكوّن إدراكنا و ربما حتى هذه اللحظة الراهنة لا نزال نبحث عن أجوبة بعضها .. البعض منها قد توصلنا إلى إجاباتها و أسئلة أخرى نزال لا نجد لها جواب شافٍ حتى الآن .. و جزء آخر أصابنا بالحيرة بسبب تضارب الروايات و الأحاديث حولها و كثرتها  و في رحلتنا للبحث ، و لأننا في زمن حلّ فيه الإنترنت محل المكتبة إلى حد لا يستهان به ، فنلجأ في كثير من الأحيان لنفتش في صفحاته و تبويباته عن ما يزيل الشك عنا و يمنحنا الإجابة و المعرفة .. "قبل البداية إلى ما بعد النهاية" هو خير مثال على احتواء الانترنت على ما يفيد العقل و يوسع مداركه .. هو برنامج انطلق مع بداية هذا الشهر الفضيل على قناة ختلة في منصة يوتيوب التي تعدّ أكبر منصة لعرض الفيديوهات على الشبكة ، يتناول البرنامج شرحاً مبسطاً و يطرح كافة الرو...

الإسراء و المعراج

بسم الله الرحمن الرحيم "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" سورة الإسراء ، الآية (1) . ............................................................................................... و مع ختام يومٍ يحمل تاريخاً مميزاً عند جموع المسلمين ، تاريخ يحمل معه ذكرى عظيمة تذكرنا بنبي و معلم عظيم حمل على عاتقه هم هدايتنا مع السابقين من قبلنا ، و تذكرنا هذه الليلة كيف يكون الفرج من عند الله مهيباً و المواساة جليلة ، فلذلك لا بد لنا من الحديث عن هذا الموعد المقدّس حتى لو كان بإيجاز لنعبّر فيه عن شوقٍ امتلأت به قلوبنا و عن يقين تزهو به نفوسنا . فعندما اشتدّ الهم بنبينا و أثقل كاهله الحزن في عامٍ فجع فيه بأحبائه ، أكرمه الله بحادثة الإسراء و المعراج ، تلك المعجزة التي شُرِح بها صدر النبي الكريم و سرّي بها عنه ، و أبدل فيها غله إيماناً و حكمة .   و أظهره الله على قومه بالحق و الإعجاز بعد إعراضٍ شديد من حاشية الطائف ، و أذى قريش الذي لا ي...

إلهام الدروب

  نكتشف في كل مرة أننا لا نزال بحاجة إلى التعرف إلى بعضنا عن قرب ، نحتاج لأكتشاف ذواتنا و اكتشاف الآخرين ، فالتقارب بين الشعوب و بالرغم من كل ما توصلنا إليه من تطور في عالمنا الحديث اليوم لا يزال غير كافٍ ، لأننا في أحيان كثيرة نستمد معلوماتنا من المصدر الخاطئ أو ربما قد لا يكون مصدراً كافياً للحصول على المعلومة المنشودة بشكلها الكامل . من أجل معرفة الشعوب لا بد لنا من الإقتراب الحقيقي منهم و الإنخراط في تفاصيل حياتهم ، فهناك جوانب معنوية لا يمكن أن تتضح و تصل إلى إدراكنا عبر شاشة مرئية أو من وراء كتاب ، إنما تُرى و يتم الشعور بها من خلال التجربة و المواكبة الحية حتى تنتقل إلى أعماقنا ، فالتاريخ يؤخذ من أصحابه ، و المعلومة تؤخذ من أبناءها ، و الكتب تروي تفاصيل هامة لا يمكن التغاضي عنها و لكنها أيضاً تغفل عن شرح ما ترويه العيون و ايصال ما تنشده الأفئدة في أحيان كثيرة ، لا يستغني اللبيب عن جميعها ، أما البسيط فبنظرة سطحية يكتفي . لدى كل شعب الكثير مما يجعله مميزاً عن غيره ، روايات و عادات و أمور لم تكن بالحسبان ، و إن كنّا بتقصيرنا نرى في بعض الشعوب تشابهاً كبيراً أو حتى تماثلاً مع أ...

ايلان .

صورة
رأيت منظراً مشابهاً من قبل .. مشابه لدرجة عميقة من الإختلاف ، و مختلف لدرجة يسخر بها من عقلي ! بين طفل ينام هانئاً لا حمل على ظهره و لا هم يستوطن صدره ، و طفل آخر نائم في مكان بعيد عن دنيانا ، ليس في فراشه الصغير و لا بداخل حضن أمه الدافئ ، و ما الفرق إذن ؟ جسد يحمل روحاً باسمة و جسد آخر ساكنٌ لا روح فيه .. بلا نفس .. بلا أحلام .. بلا أي شيء ، تتلاطمه الأمواج ككومة خردة لا مالك لها ، أين اختفت روحه و أنفاسه .. عارٌ على أرواحنا السؤال و الإجابة ، يا وردة من أراضي الجنة .. وردة فقدت جذورها فماتت غرقاً في دنس دنيانا .  اذهب .. و أخبر الله بكل ما رأيت .. بمشاهد لا تتسع لها عينيك الضئيلة ، بأم لم تشبع منها ، بأبٍ لم تشاهد ابتسامته ، بوطن لم تعش على أرضه و لم تنعم بخيراته .. لم تحفظ نشيده و لم تتغنى بانتمائك له ، أخبر الله بكائنات لا ترحم و محيط شديد البرودة ، و إن كنت هنا ، و إن كانت لي فرصة ، لكنت وهبتك ما سلبوك إياه ، حياة ، أم ، أب ، وطن ، أمان لم تعشه على وجه هذه الأرض فقط إن ... و لكن ما السبيل ؟ و كيف الحيلة ؟ فسفننا لا تشتهي و لا تتحرك لها الرياح طوعاً .. انها فقط تغرق !! رسالة ا...

غدو و آصال على البحر

صورة
  إن البحر آية كونية تطيب لها الأنفس و تميل اليها .. تنطلق من أعماقه سيمفونية فاتنة ، و تهيج له معان فلسفية عميقة ، و يشكل لحظات من الارتخاء بالغة الضرورة لإنسان بسيط جاء يتخذ من موجه و رماله استراحة نهارٍ لروحه المنهكة الضجرة . و حينما تتعامد الشمس مع أجسادنا و ينتشر عنفوانها الأثيري في عروقنا .. لا تسمع أذناي سوى صوت الطبيعة الغنّاء تلهج بالتسبيح لخالقها على لسان كل مفرداتها ، و طيور مهاجرة تنشد ألحاناً تتمايل لها شجيرات الصبا طرباً ، هو عالمٌ لا يعرف الإضطراب ، عالمٌ متحيز لي فقط ، و لا أرى سواه بمقلتي المتلذذتان بسحره الخلاب ، تضحك لي نسائم الأصيل عندما أحييها ، تتصاعد أمنياتي مع كل أنفاسي فتهيم السحاب بها و تمنحها عناقاً دافئاً و ترجعها إلى حيث أودع أحاديثي و دواخلي .. إلى البحر .. حيث أنتمي . أما عندما يسدل الغروب رداءه الزاهي مترفعاً في وسامة طاغية ، و تشيح بوجهها أمواج البحر في خجلٍ في محفل لوداع شمس الكون في فصل لا بدّ من اكتماله في هذه الحكاية . هي لحظات و دقائق و ساعات لطالما استولت على عيون البشر و عقولهم ، و استنطقت أقلام شعراءنا غزلاً في محاسنها . أناسٌ لا يحبون الرحي...