لماذا أنا إنسان ؟
يساورني سؤال داخليّ قد يبدو سخيفاً للبعض .. و قد يبدو مريباً لآخرين .. أتساءل عن مظاهر الإنسانية بداخلنا ، عمّا يجعلني إنساناً مثل بقية الناس من حولي ، ما الذي يجمعنا و يشبهنا ببعضنا ؟ هل أحوال النفس التي تتحكم فينا .. هل سلطة العقل على الحواس .. هل سلوكنا البشري المعتاد ؟ ..... كأن تستيقظ ممتلئاً بالأمل و تعود إلى براثن خيبتك مجدداً .. تجرّ ورائك ذيول البؤس وحيداً إلى سريرك ثم تلعن كل الكائنات من حولك ، و تغرق في ظلام مليء بالأحلام ، أحلام تمدّك بالنور الذي تحتاجه لبدء صباح جديد . كأن ينضب الشغف الذي بداخلك بعد رمضاء الإنتظار و تظن أنك قد فقدته ، ثم تدبّ فيه الحياة على حين غرة على نحو فريد . كأن يأتي أمرٌ لم يكن متوقعاً .. كأن يفاجئك خبر لم يكن بالحسبان كأن تداهمك مشاعر غزيرة من بعد انطفاء مريب دام لأزمنة عديدة . كأن يتحول الشيء الأهم في حياتك إلى أمر لا يعني شيئاً ! كأن تندم على كلام .. أو تندم على سكوت .. أن تندم على "لا" أطلقتها .. أو "نعم" نطقت بها أن تعيش حلم والدك .. و تدفن حلمك تحت التراب كأن ينقلب الصديق إلى عدو . و ينقلب الحال إلى حال آخر معاكس تماماً ...