شوقٌ أندلسي و رثاء مجد مضاع
يا من في غرناطة ترقدُ أَهان عليكَ بريقها المتوقدُ ؟ هي شمعة بدين الله قد عبقتْ و لمجدها رَخُص الدم و الفِرِنْدُ لا طالبٌ ثأراً و لا راغبٌ عتباً أنا العربيُّ الحرُّ في مرج العدو ! من بعد ما ملكنا نصف أراضي الدنى و امتدَّ حكمنا شرقاً و التقينا بمغربِ أَعجزتَ عن ابقاءها آمنة في حضنِ الأبِ؟ و تشجعت بعدها دمعات قد أحرقت المقل فصرخت عائشة بِميّتها يا رجل ! أَفرغت من عمل النساء بالوطن المبجّل ؟ و انهالت عليكَ كلماتها كالنبال في عمق الصدر أماه لم أقدر أماه لم أغفر .. أما يا أماه .. ما للخيانةِ في نفسي مستقر . و اشتعلت صفحات تاريخها البسّام بلهيب الخيانة المنتشي الدنِسِ و أُطفِئَ نورٌ كان يصافح العُلا بغياهب الفتن في مأتمٍ تعِسِ أَتُباعُ جنان الأرض من بسيط أهلها ؟ و ينالها من ليس لها حافظ و لا أهل ! أَيتخلى القائد عن رماحه بمقتتل ؟ و يهلك بصمتٍ على سطح فراشه البلل أَغرناطةُ تُهدَى التخلّي؟ أَغرناطةُ تُسقى الهجر ؟ أَغرناطةُ سقطت بيدٍ غير مسلمةٍ ؟ إلى جنة الخلدِ أبا عبدالله برحمةِ ربنا و من بعدك نبكي على أندلسنا على زهاء أطلالنا نبكي على بقايانا...