المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2021

فضفضة : مرحبا بك في دنيانا !

 في لحظة خانقة من الزمان .. أود فيها أن أهرب بعيداً .. إلى الجبال ربما أو السماوات .. إلى أبعد نقطة ممكنة ، لأتحرر من كل شيء . و في لحظة أتملص فيها من كل مسؤولياتي المضطربة و من كل عذر يقوّض حريتي ، لأعتنق التنفس من جديد ، لأكون أنا ، و أكون أنا كل شيء ، لأهذي و أكتب و أدندن ، أو لأمارس الصمت بلا هوادة ، لأختلي بروحي اليتيمة و أعطيها الأبوة و الأمومة ، لتجمعني المؤاخاة مع أوراق الشجر ، مع قطرات المطر ، مع ذرات الرمل ، و لأحلق مع السحاب بعيداً عن أي مما يخص البشر . أما في واقعي ، فينتشلني الخيال في كل مرة تكاد تغرقني الحوادث ، يساعدني على التعافي شيئاً فشيئاً ، يسافر بي إلى أرض الوطن و الجنان العلى ، يجمعني بمن أحب ، و يقحمني في رواية أكون أحد شخوصها أو جلّهم ، لأجسد ملحمة أخرى تختلف عن تلك التي أزاولها على أرض الواقع . يراودني تساؤل عميق .. لماذا نتوق للوصول إلى الحقيقة و التنقيب عنها في حين ، و نودّ الهروب منها و التخلص من أغلالها في حين آخر ؟ حقاً لماذا ؟ لماذا نعيش حياتان و نضيع بينهما ؟ لماذا نستدعي الماضي و نسمح له باستدعائنا في كثير من الأوقات ، حتى ندرك عنوة أننا نهدر حاضرنا...

تأملات في الموت

  عجيبٌ هو أمر الحياة .. و الأعجب هو الموت ! الموت الذي ربما يطاردك شبحه بضع مرات خلال يومك و نومك ، أو يتكرر عليك ذكره كثيراً من الأحيان ، تدفعه من رأسك دوماً بحجة انخراطك في أمور محياك ، و تدفعك الحياة في مرحلة ما من الطريق إلى تمنيه كراحة طويلة الأمد ، و تخال نفسك ربما أنك في أتمّ جاهزيتك لإستقباله ، و إن ما لوّح لك إذ أنت مذعور لا استعداد لك لملاقاته ، هناك من فكّر فيه مراراً ، و خطفه في لحظة غفل عقله فيها عنه . أمور متناقضات متشابهات ، و يبقى الموت مصيراً مجهولاً في أذهاننا ، لا نعلم أوانه و لا كيفيته ولا حتى ماهيته ، لا نعلم الكثير عنه إلا ما ذكره لنا ربنا في محكم تنزيله ،  مرتبط بمعان مظلمة و مشاعر عبوسة ، المصير الأوحد الذي يجمع كل البشر. ماذا يعني .. أن نموت ؟  أن نُفقَد .. أن ننتهي .. أن يفنى ذكرنا .. أن يغيّم الشجن حول أجسادنا البالية و تمطر سماؤه دموعاً دافئة .. أن تصبح الأرض موطناً يحتضن ما تبقى منا إلى ما هو آت .. أن نقترب من الوصول شيئاً فشيئاً لوجهتنا الأبدية .. إما جنة أو نار . أما عن أحوال الدنيا بعدنا ، فسنصبح صورة معلقة على حائط الذكريات ، تلك الذكريات...