المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2022

بكينا كثيراً ثم ..

اللحظات التي تلي انفجار شلال من البكاء .. هي اللحظات الأقسى على الإطلاق .. أقسى من الغرق بطوفان الدمع .. تقع فيها في حالة أشبه ما يكون بالموت .. بل أشبه من الموت بالموت ! تتجول كروح عليلة بلا جسد .. فاقداً التواصل مع أي شيء أو أحد قد يصلك بالحياة .. لا تشعر بأي شيء .. لا رغبة و لا تفسير و لا تفكير حتى .. لا شيء سوى رأس معطوب تكاد تخرّ من ثقله .. كل شيء يأتي ثقيلاً عليك .. تنتظر عودة الحياة من جديد ربما .. أو لا تنتظر شيئاً إطلاقاً .. أنت كما أنت لا يتغير فيك شيء .. تصاب بداء الثبات لأول مرة في حياتك .. عند مماتك المؤقت ذاك .. ثابت على الجمود .. جامد على السكون . لا حركة .. لا شعور .. لا حياة .. لا قلب ينبض .. نعم ، لا تعود لك القدرة على الإحساس بنبضك كما في السابق ، حتى ذلك الإمتياز فقدته .. ثم .. تبحث عن ماذا ؟ عن ذلك الضوء في آخر النفق .. هل هو حق ؟هل له وجود ، أم أنه هراء آخر يضاف إلى كومة الهراء التي يلقيها الوَرديّون من البشر . لم تعهد يوماً أنك ستقع في سوداوية موحشة إلى هذا الحد أليس كذلك .. يبدو الأمر مفاجئاً ، هل هو ما يسمونه الإكتئاب .. لا تبدو متيقناً من ذلك .. إذن ما هو هذا ...