أما آن الأوان يا قلب ؟
أما آن الأوان يا قلب .. لتعتزل كل ما يؤذيك .. لتتوقف عن العفو عن جلاديك في كل مرة باستسلام تام .. لتتصرف بأنانية ولو لمرة واحدة في العمر . تسعى لإرضائهم بكل ما أوتيت من مقدرة، ولست في أعينهم سوى وسيلة لنيل مبتغاهم .. لست سوى تذكرة عبور تنتهي صلاحيتها بمجرد الوصول إلى الوجهة المنشودة، وليس من حاجة لأعلمك بمآل هذه التذكرة فيما بعد ! تسرف في الكرم وكثيره مستقبح، فتقعد ملوماً محسوراً، يسهلكواْ كل ما فيك دون رحمة، وتتخبط أنت خلف ظلالهم، لست مرئياً لهم ولا حتى محسوساً، لماذا ؟ لأنك ضاءلت نفسك في كل مرة عدت فيها للإحتماء خلف ظلالهم، ولست بحاجة إليها، كلها نتائج خطاياك، فمتى ستدرك ما أنت فيه .. متى أوان اليقظة ؟ أتأملك يا قلب بلوعة، أتأمل أنقاضك وبقاياك التي خلفوها وراءهم، وأتأمل ضحكاتهم التي لا تنجلي، وأتعجب من حال هذه الدنيا وأهلها، فكيف يمتلك أولئك الذين تعدهم أنت كل الحياة حياةً أنت لست جزءاً منها ؟ كيف يستطيع المرء أن يحيا على حطام إنسان آخر، إنسان كانت خطيئته الوحيدة أنه أحبّ بصدق، وقدّم كل ما تستطيعه جوارحه في سبيل هذه المحبة، في سبيل تغذية هذا الودّ، وفي سبيل تخليد السعادة في قلوب أحبا...