المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2022

أنت تستحق الخلود

 تكبر في هذه الحياة وتمضي أيامك ساعياً لأن تكون مميزاً، وأن تكون حكايتك التي أنت بطلها أسطورية تخطّ أحداثها على ذاكرة الزمان، وتظن أنك في طريقك إلى هذه الصورة اللامعة وأن كل سعيك ينصب عليها ويؤدي إليها -أو هذا ما تخاله على الأقل- . وفي لحظة مباغتة من الزمان تتوقف عن السعي، تتخلى عن توقك إلى هذه الحكاية وترضى بحياة أقل من عادية .. حياة بلا معالم .. ميزتها أنها سهلة ومريحة .. متاحة وسريعة كأي اختراع جديد وُجد لإراحة البشر وتخليصهم من المعاناة المزعومة .. او فقط من أجل إنتاج المزيد من جينات الكسل بداخلهم وتحفيز السعي نحو الراحة . مثير كيف تحوّل كل توجهك من التميز والتفرد ، إلى السائد والمريح ! في الحياة قصص شتى، قصص تموت بموت أصحابها وقصص تحيا بعدهم تظلّ تُذكّر بهم وتنادي بأسمائهم، ومن الحياة تعلمنا أنّ الكثير من القصص العادية هي قصص قصيرة الأمد لا تعرف للخلود سبيلاً .. ولا يخلد فيها إلا من كانت قصته مختلفة، وحتى تلك المعاناة التي تظل تهرب منها كطفل هارب من وحش يختبئ تحت فراشه هي ما سيبقى ذكرها، هي ما ستختم قصتك بختم الخلود . يقال القصة لا تموت .. لا، بل تموت ! عندما تكون القصة انعكاس...

طقس شكر (2)

تساءلت كثيراً من قبل .. ما الذي يمنعنا عن قول الكلام الحسن لغيرنا ؟ ما الذي يحول بيننا وبين إسعاد الغير بكلماتنا ؟ ما الذي يجعل من الإطراء على أحدهم بعبارات مثل "تبدو رائعاً اليوم" أو "تمتلك ابتسامة مميزة" أمرٌ في غاية الصعوبة ويتطلب مجهودات منهكة للنفس؟ إيماني بقوة الكلمة ورسوخها في جدران الذاكرة أمر لا أنفك اكرره في كل حين، هناك كلمات تبث الحياة فينا وأخرى تدمّر ما تبقى منا، وكلها تتشارك في سمة واحدة وهي "قوة التأثير" .. الكلمات فعلاً مؤثرة ! في طقس شكري لليوم، أقدم شكري إلى من أهدتني عبارة رسمت في وجهي ابتسامة حقيقية، لتلك التي فاجأتني بكلماتها اللطيفة، وتلك التي قدّمت لي الغذاء اللفظي الذي أحتاجه في يومي، لمن قالت لي "أنتِ جميلة" في الوقت الذي لم أعتقد فيه ذلك .. في اللحظة التي لم أتوقع فيها ذلك . لتلك الجميلة قلباً وقالباً وتلك الأخرى مثيلتها، أنتنّ الأجمل بكلماتكن التي عاشت معي حتى هذه اللحظة .. كلماتكن التي دفعتني لأكتب لكنّ هذه الكلمات التي قد لا تصل ولكنها دين عليّ وفاؤه . ولأن في حياتنا كلمات نفيسة شقّت طريقها برقّة نحو قلوبنا، وجب أن ن...