أنت تستحق الخلود
تكبر في هذه الحياة وتمضي أيامك ساعياً لأن تكون مميزاً، وأن تكون حكايتك التي أنت بطلها أسطورية تخطّ أحداثها على ذاكرة الزمان، وتظن أنك في طريقك إلى هذه الصورة اللامعة وأن كل سعيك ينصب عليها ويؤدي إليها -أو هذا ما تخاله على الأقل- . وفي لحظة مباغتة من الزمان تتوقف عن السعي، تتخلى عن توقك إلى هذه الحكاية وترضى بحياة أقل من عادية .. حياة بلا معالم .. ميزتها أنها سهلة ومريحة .. متاحة وسريعة كأي اختراع جديد وُجد لإراحة البشر وتخليصهم من المعاناة المزعومة .. او فقط من أجل إنتاج المزيد من جينات الكسل بداخلهم وتحفيز السعي نحو الراحة . مثير كيف تحوّل كل توجهك من التميز والتفرد ، إلى السائد والمريح ! في الحياة قصص شتى، قصص تموت بموت أصحابها وقصص تحيا بعدهم تظلّ تُذكّر بهم وتنادي بأسمائهم، ومن الحياة تعلمنا أنّ الكثير من القصص العادية هي قصص قصيرة الأمد لا تعرف للخلود سبيلاً .. ولا يخلد فيها إلا من كانت قصته مختلفة، وحتى تلك المعاناة التي تظل تهرب منها كطفل هارب من وحش يختبئ تحت فراشه هي ما سيبقى ذكرها، هي ما ستختم قصتك بختم الخلود . يقال القصة لا تموت .. لا، بل تموت ! عندما تكون القصة انعكاس...